
على مدى عقود، وجد السوريون أنفسهم مجبرين على مغادرة وطنهم في موجات متلاحقة، الأولى في الثمانينيات والثانية في عام 2011. انتشروا في أنحاء العالم، بنوا حياتهم، واكتسبوا المعرفة، وتراكمت خبراتهم في مختلف المجالات. ورغم نجاحهم في مجتمعاتهم الجديدة، ظل كثير منهم يحملون شغف العودة والمساهمة في بناء وطنهم من جديد.
رغم المسافات، لم تنقطع الروابط. أينما حلّوا، أسسوا مجتمعات متماسكة وحافظوا على هويتهم. ثم جاء الثامن من ديسمبر من عام 2024، ليقلب صفحة جديدة في تاريخ سوريا. سقط النظام القديم، واستعاد السوريون بلدهم لأول مرة منذ عقود. ومع هذا التحول التاريخي، برز سؤال جمع السوريين حول العالم
من السويد، بادرت مجموعة من الشباب المتخصصين بالتحرك. وخلال أسابيع، اجتمع أكثر من 4000 خبير من مختلف أنحاء العالم، متحدين برؤية مشتركة: تحويل المعرفة إلى فعل، والخبرة إلى أثر حقيقي، والمساهمة في إعادة إعمار سوريا
في كل مكان في العالم، هناك سوريون امتلكوا المعرفة، واكتسبوا الخبرة، وحققوا إنجازات في مختلف المجالات. لكن يبقى التحدي الحقيقي: كيف نجمع هذه الطاقات ونحوّلها إلى قوة فاعلة تساهم في بناء سوريا من جديد؟ مهمتنا هي توحيد هذه الطاقات، وتمكينها، وخلق مساحة تفاعلية تتيح لأصحاب الخبرات السورية المساهمة في نهضة بلدنا، من خلال ربطهم بالمبادرات، وتشجيع الابتكار، وتوجيه المعرفة نحو مشاريع ذات أثر حقيقي ومستدام
كن جزءً من هذه المسيرة. معًا، نحوّل الخبرة إلى بناء، والمعرفة إلى فعل، لنرسم ملامح سوريا الجديدة.